ورحمة
عزيزاتى عضوات وضيفات هذا المنتدى الرائع ..
موضوع طويل نوعا ما لكنه أكثر من راائع ويستحق القراءة بتمعن فاقرئيه عزيزتى بمهل و تركيز وصبر لأنه فعلا مهم جدا وإقرإيه بقلبك وعقلك قبل عينيك
والموضوع
العلاقة بين الزوجين هي العلاقة التي تقوم على ركيزتين :المودة والرحمة كما قال الله سبحانه { وجعل بينكم مودة ورحمة}. ولما ان بداية العلاقة بين الزوجين كانت باسم الله سبحانه وميثاقه الغليظ فكان لا بد لكل منهما ان يحرص على دوام هذه العلاقة والابتعاد عن كل ما يمكن ان يخدش هذه العلاقة او يصدعها او يضعفها او يتهددها بالمخاطر.
والعلاقة بين الزوجين تبقى علاقة بشرية وهذا معناه انها تتأثر بالسلوك البشري للانسان الذي يتراوح بين الرضا والغضب وبين الحزن والفرح وبين الحب والبغض وغير ذلك من نزعات يمكن ان تسيطر على احد الزوجين او كليهما بين مدة واخرى وبين ظرف واخر.
وواضح ان سنوات الزواج الاولى يمكن ان تشهد حالة من تأجج العواطف والمشاعر بين الزوجين بينما تشهد السنوات التي تليها ومع تقدم العمر وطول العلاقة بينهما فإنها تشهد تراجعا تظهر آثاره في فتور العلاقة وانحسارها في حالات اخرى.
صحيح ان مرحلة الشباب تختلف من الكهولة سواء من الناحية النفسية والجسدية، ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال ان تكون مرحلة وسنوات الزواج الأولى جنة بينما تصبح السنوات التي تليها عذابا وجحيما لا يطاق او ان تكون سنوات الزواج الأولى كلها شهر عسل بينما ينقلب الحال ليصبح ما بعدها بصلا ونكدا وعذابا.
وان العواطف والمشاعر تمر بحالة تآكل وتراجع مع طول الأيام وغلبة الروتين ودوام الاحتكاك بما يؤثر على الحب بين الزوجين ، الأمر الذي يحتم على كلا الزوجين العمل على استرداد هذه المشاعر وتغذيتها وشحنها.
نعم، ان مخزون الحب بين الزوجين مثله مثل المخزون من اي سلعة فإن كثرة الاستعمال قد يؤدي الى نفاده ولكن المنطق يقول بضرورة تعويض ما ذهب ونفد. ان المعلم ومع طول مدة قيامه بوظيفته فإنه بحاجة الى دورات تنشيط وتغذية بالمعلومات الجديدة، وان الطبيب كذلك بحاجة الى استمرار التواصل مع كل جديد في عالم الطب ليظل قادرا على القيام بمهنته وليس الاكتفاء بما سبق وتعلمه قبل سنوات طويلة.
وان السيارة بحاجة الى استمرار امدادها بالوقود لأن عكس ذلك يعني نفاد مخزونها وبالتالي توقفها وعدم قدرتها على التحرك والسير وان بطارية الهاتف الخليوي بحاجة الى شحن دائم ليظل مخزون الطاقة فيها كافيا من اجل الانتفاع بهذا الهاتف والا فإن هذه الطاقة ستمر بحالة نفاد اذا لم نحافظ على الشحن الدائم والمستمر، وسيصبح هذا الهاتف كومة من الحديد لا نفع منها ولا فائدة فيها.
وهكذا مخزون العلاقة بين الزوجين، فإنه كذلك بحاجة الى شحن دائم وتعبئة مستمرة وامداد بكافة اسباب الاستمرارية لأن عدم القيام بذلك يعني ضعف هذه العلاقة وظهور عوارض سلبية عليها بل لعلها تصل الى حد الجفاف القاتل حتى ان دوام العيش بينهما قد يستحيل.
وعليه فإنها جملة ملاحظات ونصائح اضعها بين يدي الأخوة والأخوات الأزواج والزوجات لعل بالعمل والأخذ بها مساهمة في شحن مخزون الحب والعلاقة بينهما بما يضمن -بإذن الله- استمرار هذه المودة والرحمة واستمرار تماسك لبنات وأركان البيت ليكون لبنة من لبنات المجتمع الصالح، وليظل هذا البيت يرفل بالمودة والرحمة ويعيش اهله بهناء وسعادة -بإذن الله سبحانه-.