سأسرد لكم قصة حملتها في قلبي ألماً .. بعنــــوان..
" قد فرجت عنه يا كريم "
تحكي عن أخي قبل أن يصيبه القدر .. وقبل أن تقبض روحه .. دخل علينا ولم يتكلم بشيء غير أنه قال:
" هل تأمروني على شيء "!!
فخرج وكان هذا حاله عندما عاد.....
دمعة تحمل "ألمــاً" .. وأملاً يحمل "دمعة"
"ابتسامة" في حزن .. و حزناً في "ابتسامة"
..سبق إحساسه القدر ..
.. وقدره جاء يعطينا الخبر..
بهذه الصورة آخر مرة رأيناه..والحزن كله مجتمع في عيناه..
‘جاءني إحساس أمر .. هذا هو الموت لا مفر‘
أخذت أناجي "يا ودود" .. هل يا ترى أخي سيعود ؟!!
جاء الهاتف و ما الخبر ؟!!
رد الجواب: " قد جاء القدر "
حادث لشاب في عمر الورود .. و ما ظني أخاك سيعود ..
" آه " وهل تنفع الــ " آه " ؟!!
هـــا هو أخي قد فقدنـــاه...
,,,,,,,,,,,,
هل نيأس وعندنا رب كريم؟!.. فرج عنه يا لطيف يا رحيم ..
قد وقع الشاب في موقف أليم.. هو أدرى بـه الرب العليم ..
يا ترى كيف كان أمي قلبها ؟!!
و بعد أيام قليلة وتضع حملها..
******
.. دخل الوالد في وضع مريب .. ألطف بنا يا هو من للدعاء مجيب ..
والــدي !! هل رأيت ظناك ؟! .. أجبنا كيف حاله هناك ؟..
عدت تبشرنا ظنناك .. ولكن نرى الدموع في عيناك !! ..
أخبرنا كيف هو الأخ الحنون؟..
وهل يا ترى بخير سيكون؟..
قال لا تحزنوا فكلنا إليه راجعون ..
عظام مهشمة و لا زفير .. و رأسـه في وضع حرج عسير ..
فــلا هــناك عـين يغلقــها .. ولا هــناك يـد تشـــير ..
" آه " يا والدي بما جرى ..
و هل يمكننا غداً أن نراه؟..
,,,,,,,,,,,,
أجاب لن تستطيعوا , فما قدرت أن تراه الأبوّة
وأنتم لـن تقدروا أيـضاً , فوجهـه كله قد تـشوّه
******
نعم فما كان يستطيع أن يغلق عيناه .. فقد تعطلت أجزاء كثيرة في جسمه .. ولكن أكثر خطر كان على دماغه ..وهنا ظل قلبي يتساءل؟!!..
ما حال الأم والقلب السكيب؟!
هل سترى ابنها عن قريب؟!
******
مضى يوم ولا عين نامت .. بل دموع على الوجنات دامت ..
وتلك الأم من الصلاة ما قامت .. بل بأساها تشكو الله كانت ..
و ذاك الأب حزنه بقلبه يخفيه .. فكانت سلامة ابنه في عمره تكفيه ..
******
وحين دخلنا المستشفى ....
" ألقي علي صبراً " كذلك دعوت الله ..
فمــا ظـــني بأني أقـــدر أن أراه..
بدأت خطواتي تقل خوفاً من المنظر القادم ..
ولكن لا مهرب فهذا أمر حاصل وحاتم ..
اقتربنا والقلب يكاد يخفق في الصميم ..
ارفق بعبادك يا من يحيي العظام وهي رميم ..
,,,,,,,,,,,,
وصلنا إليه .. وكيف أوصف شعوري في تلك اللحظة ؟!..
" سبقت دمعتي حزني " من هذا ؟! وما الذي أنظر إليه ؟!..
أنفاسه بأجهزةٍ ! و نبضاته بأجهزةٍ ! ولا أستطيع لمس يديه ...
******
هذا " شعوري " فمــا حال الأم الحنون ؟!!
ما بقي قلب ينبض ولا بقي دمع بالعيون ..
الأب ينظر إليه نظره تقتل قلبي الكسير ..
وأخي يناديه بأسىً " قم ياأخي الكبير " ..
******
أمي بدمعها تراقب أصحابه يزورونه ..
قد كان بالأمس معهم وهم الآن بدونه ..
شباب وما رأيناهم يزفونه!!..
وما رأينا في ذلك اليوم فرحة عيونه ..
,,,,,,,,,,,,
وبعد أربعة أيام على نفس الحال .. " ميت سريرياً "
وبعد أربعة أيام ماذا يمكن أن يكون ؟!!..
" توقف عقله " فزد يا قلبي الشجون ..
" أخي أحمد " أجبني وتكلم
خذ روحي فعسى أن تسلم
قم وأبعد عن قلوبنا الآلام
لا تجعل الحزن في بيتنا يقام
مرت ثلاثة أيام أخرى وكان خلالها " ميت دماغياً"
******
قم يا والدي قد تكون سعادة
فمـوعد أمي حان بالولادة
ادعي ربكِ أن يفرج عنه المصاب..
فدعاء الأمهات في حق أولادهن مستجاب..
كنا بانتظار الخبر السعيد ..
سهل عليها يا رب كل شديد ..
بشراك يا والدي بهذا المولود الجديد
فأذِّن وأقم وللآتي ضع على قلبك حديد
,,,,,,,,,,,,
وفي اليوم التالي ...." قد فرجت عنه يا كريم "
يا أمي احمدي ربك واشكريه واسجدي له رب الأنام
فقد استجاب دعاك وفرج عنه كل الأوجاع والآلام
هو الذي رزقك إياه ويأخذه متى يريد.. آمني به فهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيد ..
أمانة له أخذها فوجّهي الشكر إليه ..
و اقرأي له الحمد وترحمي عليه ..
******
أذهبت ابني لتترك لنا الحسرة والآهات ؟!!
هيهات أن يبرد جرحك ولدي هيهات ..
,,,,,,,,,,,,
كل هذا وأنا لست موجودة ولا أدريه ..
رجعت ورأيت البيت سواداً يعتريه ..
أخاك ترك لك باقي عمره فخذيه ..
آآآه كيف أستقبل هذا الجرح .. أم كيف أسمعه ؟!!..
احترت يا أخي .. كيف أساك في قلبي أجمعه ؟!!..
خذوني إلى المغتسل كي أرى عيناه ..
فما عدت أعي "مات أخي" ما معناه ..
******
في المغتسل ....
وضعت جبلاً على قلبي قبل رؤيته .. فما أن رأيته حتى وقع الجبل ..
أيا قلبي اصبر ويا دمعي توقف .. ولكن دمعي وقلبي ما احتمل ..
فقدناك وزرعت داخلنا جرح أليم
وجعلت الحزن يا أخي بقلوبنا مقيم
لكن قبض روحه كان رحمة منك فالحمد لك يا عظيم
سبحانك ربي " قد فرجت عنه بقدرتك يا كريم "
,,,,,,,,,,,,