بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ..
((
أهلاً بالحـــــب الصادق ))
... من المجرة إلى الذرّة لتجد أن كلٌ من مكوناتها لا تخرج عن مساراتها ...
فالكواكب لا تفارق مجموعاتها وكذلك القمر لا يغادر كوكبه ...
وكذلك الحال في نوات الذرات لنجد ان الكتروناتها لا تغادر مساراتها ...
:
لماذا ..؟؟لان الرابط بين تلك الأمور هي قوى تجاذب وترابط ..
فكيف بالبشر ..؟؟
ألا تجمعه قوى تجاذب وترابط ...!!!
نعم هذه العلاقة هي الحب ...
فما هو الحب ...؟؟الحب هو الطعام المفضل لدى الطيور
الحبّ لغة: هو الوداد والمحبّة والميل الشديد، ويُقابله البغض والتنفّر. والتحبّب هو إظهار الودّ والحبّ.
وقيل: إنّ الحبّ بضمّ الحاء هو المحبّة وبكسرها هو الحبيب
الحبّ اصطلاحاً: هو الميل القلبي والباطني نحو المحبوب، فلا يكون الشيء محبوباً إلاّ إذا مالت النفس إليه. وهذا الميل ذو درجات ومراتب، فإذا قوي هذا الميل واشتدّ سُمّي عشقاً
:
خلنا من هذا التعريف و نشوف ماذا يقول
سيد الصحة سيد الصحة يقول ::
كلمة كبيرة جداً ولكن أين لنا من مفسر يبحر لنا في هاتيك الحروف ....؟
فالحب تتمثل بمعادلة هي معادلة الحياة ..
معرفة الحب + عقيدة وإخلاص = عملدعني ابسطها لك بقول الشافعي
:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه \|/ هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه \|/ إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة \|/ منه وأنت لشكر ذلك مضيع:
وهذا الميل الباطني يتولّد منه الشوق إلى المحبوب عند غيابه فيلحّ القلب في طلبه حتّى يرتوي برؤياه، ولذا لا يكفّ العارف عن شوقه وولهه للمحبوب حتّى يمتلئ قلبه بشهود محبوبه، ويُصعق وجداً على أعتاب مطلوبه.
ولا ريب أنّ ذلك الوداد والميل الباطني والعشق والشوق وغير ذلك ممّا يتفرّع عن أصل الحبّ لا ينعقد ـ بل لا يتصوّر انعقاده ـ إلاّ بعد حصول المعرفة بالمحبوب، فلا يمكن أن يكون حبّ الشيء وليد الجهل به.:
أنت إذا أحببت ولدك فهذه المحبة تجلب وتأخذ وتجذب ذهنك وفكرك وتوجهه إلى الولد هذا ليس فقط بالنسبة إلى الأم وولدها، بل يمكن لرجلٍ أن يشتري سيارةً، في بداية الأمر يتوجه ذهنه دائماً إلى السيارة الموجودة أمام بيته وعندما يكون في البيت يتوجه ذهنه نحو السيارة دائماً.
:
فالحبّ اذن هو رابطة روحيّة، وإحساس نفسي ، وشعور وجداني يعيش في أعماق النفس ، ويتّخذ أشكالاً شتّى من التعبير ، كالثناء والتقبيل والتحيّة والمصافحة والنصيحة والمعانقة ورفع الأذى ، والهديّة والمصاحبة في السّير والزيارة، والاحتفاظ بالصّورة ، وبتبادل كلمات الود، والعيش في مكان مشترك .
ولذلك قال الحلاج الصوفي ..
:
أنا من أهوى ومن أهـوى أنا \|/ نحن روحان حللنا بدنا
نحن مذ كنا على عهد الهوى \|/ تضرب الأمثال للناس بنا
فإذا أبـصرتنــــــي أبصرتــه \|/ وإذا أبصرته أبصرتنــا
أيهـا الســــــــائـل عن قصتنا \|/ لو ترانا لم تفـرق بيـننا
روحه روحي وروحي روحـه\|/ من رآه حـي حلَت بدنا:
ويتجسّد الحبّ في مجـالين اثنين هما : المجال الحسِّي ; وهو الحبّ المألوف في عالَم الانسان ، وثانيهما المجال الروحي : وهو الحبّ الرّوحي المتمثِّل في حبّ الانسان لله وللقيم والمعاني المجرّدة ، كقيم الحق والعدل
وكلمة إله في لغة العرب مأخوذة من الوَلَه ، وهو الحبّ والتحيّر في صفات المحبوب .. والعلاقة بين الله والخلق مبنيّة على الحبّ والودّ ; لذا وصف نفسه سبحانه ، الرّحيم الودود
:
ونعرف قيمة الحبّ في الاسلام من تعريف الاسلام للحبّ .. نعرفه عندما يعرِّف الاسلام نفسه بأ نّه الحبّ ، وبأنّ الحبّ هو الاسلام .. وأنّ قيمة كبرى يسعى لتحقيقها في الحـياة هي الحبّ .. حبّ الله ، وحبّ الخير ، وحبّ الإنسان .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «
والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم»
فما ثمرة هذا الحب ...؟؟فبالحب يوصلنا إلى قيادة القلوب و يفتح نطق الإنسان ... كيف ؟
عندما سأل الله تعالى موسى(عليه السلام): ((
ما تلك بيمينك يا موسى )) قال: ((
هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ))
يتحدث العاشق عادةً بكلام أمام المعشوق يحتاج إلى تفصيل لينتظر من معشوقه مزيداً من السؤال والكلام وبهذا تجري المحادثات بينهم انظروا النبي موسى (عليه السلام) كيف يجيب الله سبحانه ((
هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)) حتى يسأل الله تعالى: أي مآرب يا موسى؟ حتى يجيب من جديد، وهكذا تحصل هذه المحادثات بين العاشق والمعشوق. هذا من ثمار المحبة والعشق "
من عرف الله طال لسانه ".
و كلٌ منا قرأ دعاء كميل دعنا ننظر الى هذه الكلمات((
هبني يا إلهي صبرت على حر نارك فكيف أصبر على فراقك؟!))
تحياتي لكـــــــــــــــــــــــــــــم
hamzah sqer